مطاردة مقطوع الرأس
Headless chase
لم أشاهد لحظة سقوطي من سطح المنزل ..ولم اسمع صوت ارتطامي بالأرض ، ولم أعرف كيف تم اسعافي ؛ وكيف تم انتشال جثتي من بين ركام الأحجار !!؟لكني أدركت أن طريقة سقوطي كانت مروعة ومفزعة جدا ..!!
كنت
أرقب أمي من الأعلى - حيث سقطت - ؛ وهي تضمد جسدي و تربط على رأسي والدم يثعب منه بغزارة
..
كانت
تبكي بشدة وهي تحتضن جثتي ..
يتحدث
الناس من حولها : لقد مات .. مات ..ياللهول ..كيف حدث له ذلك ..بينما البعض كان
يقول : لا.. إنه في غيبوبة !
أكثر
ما أفزعني جثتي الملطخة بالدماء بغزارة ، والشج الغائر بعمق في رأسي ، وترامي أطرافي ، وجثتي التي لا
حراك لها ، وهلع امي ورعبها من هول ما حدث لي !!
كنت
أصرخ بأعلى صوتي وبكل ما أوتيت من قوة ..و انادي أمي أن تكف عن البكاء ..أنا بخير
؛ أنا بخير يا امي ..لم أمت .. أنا لازلت حيا !
أناديها
أن تنظر إلي ..؛ لكنها لا تسمعني ولم يسمعني أحد من الحاضرين الذين كانوا حول جسدي
بالعشرات !
لماذا
لم يسمعوني وأنا اسمعهم وأنظر إليهم !؟
ماذا
يجري !؟ فأنا أعرفهم جميعا !!
لم
استطع تفسير ما حدث لي ولم استوعب ما لذي كان يجري بالضبط !!
لازالت
أمي تحتضن جسدي وتبكي ؛ ولازال الناس من كل مكان يتوافدون لرؤية جسدي المضرج
بالدماء !
الجميع
يتحدثون عني وعن الطريقة التي سقطت فيها من السطح !
وانا
أنظر إليهم في ذهول واستغراب ..!
استجمعت
قوتي واقتربت من الحاضرين وأخذت أكلمهم واحدا تلو الآخر ..لكنهم لم يردوا علي
وكأنهم لا يسمعون ولا يبصرون !!
انهم
لا يشعرون بوجودي بينهم ..فقط ينظرون إلى جثتي التي لا حراك لها .
اقتربت
من أمي وقبلتها على خدها ورأسها وقلت لها : لا تبكي ولا تحزني يا امي ..فأنا بخير !!
أنظري
إلي يا امي فأنا بخير
لكنها
لم تسمعني هي أيضا.. ولم تلتفت إلي ؛ بل لم تشعر بوجودي تماما ؛ رغم تلويحي لها
بيدي ولمسي ليديها وتقبيلها !
ماذا
يحدث ..!؟
التفت
يمينا ويسارا وكلي غرابة واستفسار من امري ومما يجري معي وحولي و امام ناظري !!
صرخت
بأعلى صوتي ..أنا بخير أنا بخييييير !!
هل
تسمعوني !؟ أنظروا إلي أنا هناااا !! أنا هنا بجواركم !!!!
لم
يلتفت إلي أحد .. لا أحد يسمعني !!
لم استطع تحمل
الأمر ..فغادرتهم وكلي غضب واستغراب وذهول مما يجري
وجاءت سيارة الإسعاف وتم نقل
جثتي إلى المستشفى وبرفقتها أمي تبكي ..!
انزعجت كثير ..ثم توجهت نحو
المقبرة وأنا منكس الرأس .. وحين اقتربت من السور لمحت عيناي جموع كبيرة من الناس
عراة ، وهياكل عظمية ، وبقايا أجساد متناثرة..!
أشكال بشرية غريبة ومرعبة ..
تمشي وتتحرك وتتحدث مع بعضها بأصوات مجلجلة ومتحشرجة مخيفة !
وفجأة انحرفت مجموعة منهم وركضت نحوي بجنون ..؛ منهم من هو بجسد كامل وبعضهم تتدلى منه اقتاب بطنه
ويتقدمهم ثلاثة كبار بلا رؤوس ..
أرعبني ما رأيت ..
فرجعت أركض هربا منهم ..لكن قدماي لا تطاوعني ..!
لقد تخدر جسدي مما
أصابني من الرعب والخوف..
وما ان بدأت قدمي
تتحرك وتتحرر من خدرها ؛ حتى شعرت بقبضة يد عملاقة تسيطر على رقبتي ..
لمحته من طرف عيني
والرعب يجتاحني ؛ فإذا هو عملاق بشري بلا رأس
..
حاولت تخليص نفسي من
قبضته ، محاولاً الهروب .. فجذبني بقوة مرعبة وهو يقول بصوت مرعب وجهوري:
تعااااااال إلى هنا أيها المتطفل !!
ثم احكم قبضته على
رقبتي .. ورأيت شريط حياتي يمر أمام عيني بكل تفاصيله على عجل ووجل.. !
وحين شعرت بنهايتي
وانقطاع نفسي ..أفلتني ورمى بي بقوة على الأرض ؛ فتحسست رقبتي وكنت اسعل واستجمع
أنفاسي قدر الإمكان ..
ثم أخرج ساطورا من جرابه الخلفي وهوى به ليقطعني
به ..فصرخت بأعلى صوتي ارحمني أرجوك لااااااااااااا
وتنفست بين يدي
أمي التي كانت تحتضن جثتي في المستشفى ..
فرحت أمي كثيرا وكانت
تصرخ .. ابني حي ابني حي .. فتجمع الأطباء والممرضين من حولنا وهم مذهولين ؛ والبشاشة
تزين وجوههم وعيونهم شاخصة نحوي .
فقلت يا امي أرجوك
لا تتركيه يقطعني بالساطور ويقتلني !
- من هو يا ولدي
؟! لا يوجد أحد هنا .. لا تخاف ياحبيبي ..وأخذت تقبلني وتحتضنني
وصفق الأطباء وزغردت
الممرضات فرحاً بسلامتي ..
وفجأة.. ظهر علينا
صاحب الرأس المقطوع وبيده الساطور ..
فهرب الجميع بطريقة
جنونية من النوافذ والباب.. وهربت امي معهم .. !
واقترب مني وهو ويقول
: أما زلت ميتا أيها الوغد ..ورفع الساطور وهوى به نحو رأسي ليقطعني ..فصرخت لااااااااا .. وصحوت من نومي
فزعا وأنا اتصبب عرقاً واتحسس رأسي الذي
مازال متصلا بجسدي و لم يصب بشيء .. فتنفست الصعداء وأنا مسرور أنه كان حلما مزعجا
فقط .. !
قمت من سريري
وفتحت الثلاجة وشربت كأسا من الماء ..ثم لبست ثيابي واخذت حقيبة اوراقي وهاتفي وخرجت ..
توجهت نحو سيارتي وفتحت
الباب ووضعت الحقيبة والهاتف ، وحركت مفتاح التشغيل .. وفجأة لمحت عيناي نفس الرجل
المقطوع الرأس قادما من خلف العمارة متوجها نحو سيارتي وبيده الساطور ..!!
اقشعر جسدي مما
رأيت ولم استطع تمييز الدواسات في سيارتي من شدة الرعب الذي اجتاحني ..
وضغطت على دواسة
البنزين دون شعور
وانطلقت سيارتي كالصاروخ
بعيداً ..
مقطوع الرأس لم
يتوقف عن مطاردتي ..كنت اتابع ركضه من مرآة السيارة والساطور بيده .
وبعد ساعات من
السير السريع والطويل.. شعرت بأني قد
ابتعدت كثيراً ..
ثم لمحت اطلالة
جميلة وخضراء .فاقترب منها .. تنفست فرحا .. توقفت عن السير.. وركنت سيارتي بجانب
الطريق بعد أن ابتعدت عنه ولم المح ظهوره يطاردني ..
ارجعت كرسي القيادة
إلى الخلف ، لكي استرخي قليلاً .. فسمعت صوت حشرجة خلفي ..
التفت .. فإذا بمقطوع
الرأس يجلس بالكرسي الخلفي لسيارتي ..!!
فصرخت لاااااااا
- فؤاد قم الفطور جاهز
انهض يا فؤاد
فؤااااد
- هه هه هه هه
- الفطور جاهز يا قلبي..
- الفطور !!؟
- نعم .. الفطور جاهز
- هل مقطوع الرأس
موجود !؟
- مقطوع الرأس !؟ ههههههههههههه
أنت تحلم ياروحي..
- اووووووف.
https://ideagreats.blogspot.com/2020/05/horror.html
روووووووعه روعه روعه
ردحذفحبست نفسي وانا أقرأها
رعب
بس طريقه حلوة وقوية وابداع بجد
شكرا جزيلا سامي
حذفيسعدني مرورك وقراءتك وابداء رأيك
مودتي وتقديري
نص ممتاز جدا جدا
ردحذفمرعب ولكنه رائع وجميل
شكرا جزيلا سلوى قراءة ممتعة واوقاتك طيبة بكل خير
حذفرووووعاتك شي خيال
ردحذفيسلم روحك
حذفروعاااااتك استاذ فؤاد ابدعت والله ، حبيت الفكره والطريقه رغم الرعب الي حصل لي ، بجد روعه
ردحذفشكرا جزيلا من اعماق القلب .. قراءة ممتعة بلاخوف ولافجايع
حذفرووووعة
ردحذفابدعت استاذنا الحبيب حفظك الله
حفظك الله ياغالي
حذفأوقاتك طيبه بكل خير وعافية
مودتي وتقديري لك ..ورغم الفجائع شكرا لمرورك الرائع
ههههههههه
ردحذفتدوم روحك عامرة بالمرح والبهجة
حذفوالله توقف نفسي وأنا منتظرة اشوف النهاية
ردحذفروووووعه ورعب
ههههههههههههههههههههه حلووووه
هههههههههههههههههههههههههههه
حذفشكري وتقديري ومودتي
والله روعه جدا حصل لي فجية بصراحة بس حلوة والله
ردحذفالله يخارجني بس لو ارجع اتخيل ابوراس مقطوع بالليل ههههههههه
مزيد من التألق
شكرا شكرا..
حذفاوقاتك ممتعة بكل خير
مودتي وتقديري
والله روعة , احببتها جدا
ردحذفروووووعه ورعب
ردحذف