الغام في طريق الوعي الوطني

 

التوعية الوطنية بحب الوطن وحمايته؛ لاتعني تهويل أعداء الوطن وتعظيم أفعالهم ووحشيتهم أمام المواطن .

التوعية الوطنية تكون باهتمام الدولة بالمدارس ومناهج التعليم وبناء جيل يحمل الثقافة الوطنية النظيفة والخالية من روح العنصرية والهوامش الحزبية الهشة ، وتعليم الأجيال الحقوق والواجباب الوطنية وغرس الهوية الوطنية وحب الوطن وأهمية الحفاظ على أمنه واستقراره..

من خلال التربية النظيفة والتعليم الحقيقي سوف تنشأ ثقافة وطنية خالصة في حليب الأمهات ومياه الشرب . ستكون رائحة التربة مسكاً فواحاً بعد هطول الأمطار، وتحت  أقدام الجند الأوفياء . وسوف يهرع الناس لاستنشاق هواء الوطن من المدارس والجامعات وميادين التدريب والتأهيل العلمي .

ستتحول كلمات النشيد الوطني واعلام النظال الوطني  إلى أذكار  يرددها المواطن في الصباح  والمساء بالفخر والإعتزاز .

علينا أن ندرك أن التهويل من العدو وذكر وحشيته للمجتمع لايدل على التوعية ولايدل النضج الإعلامي والتعليمي.. بل يدل على الإرتباك وهو زرع للخوف والرعب في اوساط المجتمع  .

كما أنه يدل على هشاشة الدور التوجيهي و الإعلامي وضعفه ثقافياً ووطنياً وأمنياً .

ينبغي على الجهات الرسمية تبني خطابات التوعية بأهمية التعليم ونشر ثقافة الحقوق والواجبات تجاه الوطن ، لكي يعرف المواطن ماله وماعليه تجاه وطنه وأمن وسلامة وطنه .

كما أنه من الضروري والهام جداً للدولة منع الخطابات الدينية المتلبسة بغطاء الوطنية في المساجد ودور العبادة ؛ لأنها لاتحسن الكلام عن حب الوطن إلا وغرست فيه روح العنصرية والأحقاد باسم الله والدين ..

حب الأوطان مقدم على حب الأديان؛ لأن الأوطان محضن الجميع بكل توجهاتهم.

 الولاء الوطني ينبغي أن يكون في مقدمة الخطابات و الدروس التعليمية المنهجية .

الوطن مظلة للجميع بكل تنوعاتهم واختلافاتهم ، وأمن الوطن واسقراره واجب على الجميع لانه مصلحة للجميع ،والخيانة الوطنية خيانة للجميع . والكل في ظل الوطن اخوة وأحباء من أجل الوطن وأمنه واستقراره.

الولاء للوطن فطرة مقدسة لا تقبل المزايدات ولاتقبل المناكفات ولاتتجزأ .

كل مواطن رجل أمن وتوعية ونظام في وطنه مهما كان تدينه أو فكره ..فالوطن :هو الأرض والإنسان الذي عليها.

حين تتحدث عن حب الوطن وحماية الوطن..لاداعي أن تتحدث عن الأدلة الدينية التي تخرجك عن المعنى الحقيقي للوطن والوطنية ؛ بل تحدث عن التربة المقدسة التي تجمع شمل المواطنين ، وحاجة الوطن إلى أبناءه البناة والحماة البواسل والنجباء الذين عاشوا من أجل اوطانهم ومن أجل أمنها وازدهارها ودافعوا عنها حتى آخر نفس .

تحدث عن أهمية الأمن والإستقرار وأهمية التعليم وأهمية العمل وعن لم الشمل ،وعن الإزدهار و الإنتاج والتطور  والوعي. وأن الوطن يحتاج إلى حماية للأرض والإنسان والمدخرات والإنجازات والمكتسبات الوطنية والمصالح العامة .

تخويف المواطن بوحشية العدو و تهويله أمامه يعتبر فخ خطير ينبفي الإبتعاد عنه ،كما ينبغي تأديب من يقوم بهذا التصرف الكارثي المقيت.


فؤاد الحبيشي

تعليقات