إطلالة جميلة
beautiful view
وجهها يضاهي الشمس بالنهار ؛ ويتغلب على جمال القمر بالليل ؛ شعرها المنسدل على كتفيها يغري الهواء الطلق ويستدعي النسيم ؛
لم
تكن اطلالتها من شرفة المنزل اطلالة عادية ؛ فهناك شاب يرقبها كل يوم بشراهة
واندهاش من العمارة المجاور لها ؛ غير آبه للبرد القارس ، و غير
مدركٍ للمارة ،وغير مبالٍ لأحد !
لم يكن يعرف ماذا يفعل ؛ بل لم يكن يعرف ماذا يجري له ؛
لم يكن يعرف ماذا يفعل ؛ بل لم يكن يعرف ماذا يجري له ؛
لقد
كان يؤسر من عينيه ، ويُشد إليها من كل جوارحه !
كان
يتابعها بصمت ويبتسم ؛ وهي تتأمله من بعيد ؛ ومن طرف خفي وكأنها لا
تأبه لشيء مما ترى ؛ لكن عاطفة القلوب الإنسانية تتسلل بجنون في كل أزقة القلب وأنسجة الروح ؛
ألفتها
نظراته وتشكلت ملامحها في مخيلته ؛
ينظر
إلى قلبها الجميل.. يقترب منه, فيشتم رائحة الزهور العبِقَة في
حديقتها الغناء..!
كلما
هبّ النسيم بريحِ الوردِ, يُحلّـق بروحه.. يرقبها.. ويتفقدها.. ويطمئن عليها..
إنه الحب الذي
يأسرك بقيوده الخفية ؛
الحب الجميل
الذي يجعلك تخشى من الإفصاح لمن تحب,
تتردد
في مخاطبته أو تخشى أن يفهمك خطأ !
الحب الذي
يجعل المحب يتلعثم ؛ ولم يكن له حديث إلا النظرات والبسمات والشوق ؛
أصدق الحب الذي
لم تعرفه ، حين جذبتك الأقدار إليه دون معرفتك ؛
ولم
تعرف كيف جرفك سيله الهادر وأغرقك بحره الهائج بعد صرعات الأمواج العاتية !
الحب الجميل لا يوجد فيه قرارات ، ولا ترتيبات ؛
فقط.. يوجد فيه انهماك مفاجئ في الإنسان لمن
تحب ؛ وغوص عميق ؛ وعشق مباغت لقلبٍ كان نبضه فيك ؛ وملامح سكنت قلبك منذ آلاف
السنين دون أن تراها ؛ ثم ساقتها الأقدار إليك دون معرفتك ،
ودون موعد محدد ، ودون ترتيبات مسبقة !
الحب أن تؤسر من
عينيك ؛ و أن تجد روحك في الزحام المفاجئ أثناء التدافع وعند تصادم الاكتاف !
أن تتنفس من صوت من تحب، ومن
كلماته وملامحه !
ومع الحب و
الودِّ تحدّثت القلوبُ.. وتبادلت مشاعرها الصادقة..
و
ارتسمت عليها بسمةُ الوفاءِ و الدعاء الممزوج بالعبرات..!
في
تلك الليلة لم تحتمل برود الجو ؛ فأغلقت النافذة واسدلت الستارة ؛ ولم تطفئ
الانوار كعادتها ؛
استلقت
على سريرها وغطت في نوم عميق ..
يتبع
تعليقات