شبح الغرفة

شبح  الغرفة


أخبرها زوجها أنهم سينتقلون إلى المنزل الجديد في نهاية الأسبوع ؛ فرتبت أغراضها وجمعت أمتعة المنزل النظيفة والجميلة فقط ؛ فالمنزل الجديد مؤثث بالكامل ..
كانت في غاية الفرح والسعادة وهي تجمع ملابس طفلتيها ؛ وكيف لا تفرح  والبيت الجديد جميل وواسع وفي حي هادئ ؛ وهي تحب ذلك كثيراً

هي لا تعرف المنزل ولم تشاهده إلا وقت التأسيس في بداية البناء ؛ لكنها شاهدته من الفيديو في هاتف زوجها ؛ لقد كان رائعاً جدا
كان الأسبوع طويلاً جداً ؛ فشوقها للمنزل الجديد لا يقاوم ؛ لم تستطع الانتظار إلى نهاية الأسبوع  مثلما لم تستطع  محاولة منع طفلتها من التوقف عن التهام الشكولاتة اللذيذة بجشع والعبث بنفسها وثيابها بطريقة مقرفة ومضحكة

وفي المساء جلست إلى زوجها والشوق يحوطها من كل جانب ؛ نظرت إليه وابتسمت ؛ فعرف أنها لا تستطيع الانتظار أكثر ؛ فبادرها قائلاً :
- الصباح سنكون في منزلنا الجديد ..
- ماذاااا ؟!
وابتسمت ابتسامه أكبر من النافذة وقفزت لتحضن زوجها وسقطت على الطاولة وامتزجت ثيابها بكل العصائر التي قدمتها لزوجها ..
فضحك زوجها حتى استلقى على قفاه
فقامت خجلة وغيرت ملابسها ونظفت المكان وزوجها لا يتوقف عن الضحك ..

وحين أشرقت شمس الصباح كانت العائلة قد غادرت المنزل القديم إلى المنزل الجديد..
المنزل جديد كان في منطقة جديدة ، وغير مأهولة بالسكان بشكل كبير، وكان يسودها الصمت أغلب الأوقات ,خاصة بالليل ..
المنزل كبير وواسع وتصميمه جميل ؛ وهو ما جعل الزوجة تحبه كثيراً ؛ بل كانت في غاية السعادة لانتقالها إليه،

وفي الليلة الأولي بالمنزل الجديد ؛ وحين استلقت على فراشها، شعرت فجأة بثقل علي طرف الفراش بجانبها، كأن هناك من جلس عليه ، ولازال..
فتحت عيناها وقد تخيلت ان ابنتها الكبرى هي من جاءت لتجلس بجانبها كعادتها، ولكننها لم تجد أحداً ..
اغمضت عيناها واكملت نومها وهي تقول في نفسها : ربما تخيلت ذلك، وربما هو الإرهاق من ترتيبات النقل إلى هنا.. وغطت في نومها..

في الليلة الثانية تكررت معها نفس الحكاية ؛ فخرجت مذعورة إلى مكتبة المنزل ؛ وطلبت من زوجها أن لا يتأخر في نومه وأن ينام معها

 لم يتوقف الأمر هنا.. بل تكررت هذه الحادثة كل ليلة، حتي وصل الأمر إلي أناه تقوم من النوم لشعورها أن هناك من ينام بجانبها، وبوجود زوجها الذي يغط بالنوم؛
وكانت تشعرت  بلمسات دافئة تلاحقها وتتحسسها أينما ذهبت أو اتجهت ؛ بل كانت تشعر بأنها تكتم على نفسها ولا تستطيع الصراخ
تطور الأمر كثيراً ..
فلاحظت حدوث ذلك بالنهار ؛ حتى أن ابنتها الرضيعة تنظر إلي السقف بجانبها وتتجه بأنظارها يميناً ويساراً وتشير بيديها وكأنها تراقب وتتابع بعينيها شيئاً يتحرك ،
وعلي الرغم من أن الغرفة فارغة تماماً ، كانت تتلفت يمينا ويساراً تبحث عن شيء وأمها في غاية  الذهول والرعب والخوف..

أخبرت زوجها بأنها خائفة ؛ لكن الخوف الذي كان يبدو على زوجها أكثر مما هو عليها ..
كان الخوف والقلق ينتابهما كل لحظة ؛ وأدركا أن المنزل يحيط به بعض الغموض ؛  
لقد تحولت حياتهما إلى رعب ؛ وما أن يدخل الليل حتى يجلسها ملتصقين  ببعضهما وكأن عليهما غراء أمريكي من النوع الأصلي
كما انهما يبقيا على الأنوار مضاءة  في كل أجزاء المنزل طيلة الليل ؛ والتلفاز لا ينطفئ عن المسلسلات البرامج  ؛ لكن الرعب والخوف والكائن الخفي لازال معهما كل ليلة ..

وبعد اسبوع كامل الرعب ؛ جاءه أحد الأصدقاء العمل لزيارته ؛ ففرحوا به فرحا شديدا ، وقدموا له العصير وجلسوا  يتحدثون ؛
ثم قال له صديقه :
- اين امك ؟! لماذا لم تأت لتشرب العصير معنا  !
- أمي !! لا يوجد في معي سوى زوجتي وطفلتي هاتين !
- والمرأة العجوز التي كانت على النافذة  من هي !؟
فقال الزوج وزوجته بصوت مملوء بالرعب : ماذاااااا؟!
عججججججوووز ..
اصاب الذعر صديقهما فخاف وقال : ماذا بكم ؟!
فحاول الزوج أن  يهدئ من روع الضيف ؛ وقال له لا يوجد شيء ..
فقط ..نتخيل أشباح بالليل بسبب الهدوء والرياح وخلو المنطقة من السكان ..

 ثم نظر الضيف إلى الطفلة وهي تهرب من خلف الحاجز متجة نحوهم وهي تصرخ مامااا باباااا
التفت الجميع إلى الطفلة وهي تصرخ وكان الامر أكبر من ذلك
كان يوجد خلف الطفلة امرأة عجوز شعثاء الرأس وبوجه متشقق ومرعب ،

لم يتمالك الجميع أنفسهم من هول الموقف المرعب وحين تحركوا للهروب نحو الباب كان الباب مقفلا..
بأدوا بالضرب على الباب ودفعة بقوة وهم يصرخون ويطلبون النجدة .. وحين كانت العجوز على مقربة منهم فتح الباب وتطايروا منه مثل الريح حفاة وبالكاد نجو بأرواحهم تاركين كل شيء للأشباح المرعبة في المنزل الجديد .


فؤاد الحبيشي
fuad alhopaishee

تعليقات